الخميس، 8 نوفمبر 2012

الشيخ داود بن الحسن بن يوسف الجزيري البحراني (قبل 1128هـ/1716م)

هو الشيخ داود بن الحسن بن يوسف بن محمد بن عيسى الجزيري –نسبة إلى جزيرة أُكُل المعروفة بجزيرة النبيه صالح- الأوالي البحراني ، عالم وفقيه فاضل ، كان على الغاية من الورع والديانة والصلاح ، معروفاً بطيب النفس وحسن الخلق. وهو الذي بنى المدرسة المعروفة بمدرسة الشيخ داود في الجزيرة المذكورة والتي كان يؤمها جمع كبير من العلماء والفقهاء والطلاب ، وقد أوقف فيها أكثر من أربع مائة كتاب بخطة وخط غيره من العلماء.

وله مصنفات عديدة ، كثير منها ترتيب لكتب العلماء المتقدمين. وله مصنفات في الفقه والفتاوى ، إلا أنه لم تكن له قوة في الإستدلال وترجيح الأقوال ، ومصنفاته فيه غير محكمة الأدلة . (1)

ذكر الواقعة التي جرت على مدرسة الشيخ داود :
وقد كانت هذه المدرسة زاخرة بالعلم والعلماء والطلاب ، إلا أنها خربت في بعض الوقائع التي جرت على البحرين ، حيث دخل الغزاة إلى الجزيرة المعروفة بجزيرة النبيه صالح فعاثوا فيها الفساد ويذكر أنهم قتلوا بتلك المدرسة نحو أربعين وقيل سبعين من العلماء وطلاب العلم ، ولأجل ذلك كان أهل تلك الجزيرة يسمونها بكربلاء. 

قال الشيخ علي بن الحسن البلادي في أنوار البدرين :
(والمدرسة التي ذكرها له هي الآن خراب ويسميها أهل تلك الجزيرة كربلاء لأنه قتل فيها في بعض الوقائع التي صدرت على البحرين أربعون أو سبعون عالما ومتعلما فسميت لذلك كربلاء ، مع أن تلك الجزيرة المذكورة في غاية من الصدود والإخفاء عن المستطرقين من الأعراب والأجانب لأنها جزيرة لا يتوصل إليها بالسفن فإذا انضمت إليها تعذر الوصول إليها ولكن الأقضية والأقدار تأتي خلاف العادات...).(2)

ويحتمل أن تكون الواقعة المذكورة قد جرت في إحدى هجمات سلاطين عُمان من اليعاربة على البحرين ، فقد شنو عليها عدة هجمات كان أشدها في سنة 1129هـ ، فبسببها خربت البحرين وهلك جمع عظيم من أهلها وتشتت من بقي منهم في البلاد. وقد تكون حصلت في غيرها من الوقائع المتأخرة. (3)

أولاده :
 وقد أعقب الشيخ داود –المترجم- ثلاثة أبناء ذكور ، كلهم معدود من أهل العلم والفضل والصلاح ، وهم :
1-الشيخ علي ، وهو أكبرهم.
وله ولد يقال له الشيخ داود فاضل صالح ، أفضل من أبيه وعميه.
2-الشيخ حسن.
3-الشيخ صلاح. (4)


أقوال العلماء في حقه :

1- قال الشيخ عبد الله بن صالح السماهيجي في إجازته الكبرى التي فرغ من كتابتها سنة 1128هـ :
(العالم الصالح الفاضل الخير الشيخ داود بن حسن الجزيري البحراني. وكان هذا الشيخ صالحا دينا صحيح الإعتقاد مخلصا في محبة أهل البيت (ع) وقد رتب كتاب (النجاشي) وكتاب (معاني الأخبار) وله رسالة في مسائل أصول الدين ورسالة في تحريم التتن إلا أنها غير محكمة الأدلة وأكثر استدلالاته بمنامات الأخيار وبالجملة فالرجل خير صالح إلا أنه ليس له قوة في الاستدلال والتصرف في ترجيح الأقوال وقد كتب كتبا كثيرة بيده الشريفة ووقفها مع كتب كثيرة بخطه وخط غيره تقرب من أربعمائة كتاب في المدرسة التي بناها في بيته بالجزيرة وله ثلاثة أولاد أخيار فضلاء (الشيخ علي) وهو أكبرهم (والشيخ حسن) و (الشيخ صلاح) وللشيخ علي (ره) ولد يسمى (الشيخ داود) أفضل من أبيه وعميه وهو ثقة عدل صالح وقبر الشيخ داود بالدار الشمالية عن النبي صالح (ع) بالجزيرة وكذا قبر ابنه الشيخ علي رحمهم الله تعالى أجمعين). (5)

2-وقال الشيخ يوسف بن أحمد العصفور (ت 1186هـ) في لؤلؤة البحرين تعليقاً على كلام الشيخ السماهيجي :
(أقول والشيخ داود الذي ذكره شيخنا المذكور معاصراً له كان معاصراً لنا ، وكان كما وصفه من الثقة والعدالة وحسن النفس والأخلاق). (6)

3-وقال الشيخ عبد الله بن عيسى التبريزي الأصفهاني (ت1130هـ) في كتاب رياض العلماء :
(الشيخ داود بن يوسف بن محمد بن عيسى البحراني الأوالي ، فاضل عالم فقيه متكلم جليل ، وقد توفي في زماننا فلاحظ. ورأيت بعض فتاواه في الرد على الصوفية وفي مسالة الاجتهاد والتقليد وكان يظهر منها فضله وقوته في علمي الأصولين...). (7)

آثاره ومصنفاته : 
1-ترتيب كتاب إختيار معرفة الرجال لأبي عمرو الكشي ، رتبه على حروف المعجم. 
2-ترتيب كتاب معاني الأخبار للصدوق.
3-ترتيب كتاب الرجال للنجاشي.
4-رسالة في مسائل أصول الدين.
5-رسالة في تحريم التتن ، قال الشيخ السماهيجي بأنها (غير محكمة الأدلة). 
6-مجلد في الطهارة والصلاة ، ذكر صاحب أنوار البدرين أنه رآه وأحتمل أنه للشيخ داود المذكور. (9)   

وفاته : 
لم تذكر لنا المصادر تاريخ مولده أو وفاته على وجه التحديد ، إلا أنه توفي قبل سنة 1128هـ ، إذ أن الشيخ عبد الله بن صالح السماهيجي ذكر وفاته وموضع قبره في إجازته إلى الشيخ ناصر الجارودي وتاريخ الإجازة 1128هـ فلا شك أن الشيخ داود توفي قبل ذلك التاريخ ، وقبره بجزيرة النبيه صالح مع قبر ابنه الشيخ علي ، وهو معروف.(10) 
------------------------
(الهوامش)
(1) الإجازة الكبرى للشيخ صالح بن عبد الله السماهيجي ، لؤلؤة البحرين ص386 ، أنوار البدرين ص186. 
(2) أنوار البدرين ص 186-187.
(3) لؤلؤة البحرين ص426.
(4) الإجازة الكبرى للسماهيجي ، لؤلؤة البحرين ص386 ، أنوار البدرين ص186.
(5) لؤلؤة البحرين ص386.
(6) المصدر السابق.
(7) رياض العلماء 271/2.
(8) أنوار البدرين ص186-187. 
(9) راجع ذكر مصنفاته في الإجازة الكبرى للسماهيجي ، لؤلؤة البحرين ، أنوار البدرين ، رياض العلماء ، أعيان الشيعة.
(10) المصادر السابقة.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق